ا وترجل عبد المطلب
وكأن إحداث التاريخ والحياة تعيد نفسها فمنها ما يحدث كل لحظه ومنها ما يحدث كل يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة ومنها ما يحدث بعد عشرات السنين وذلك بقدر عظم الحدث فمنها ما يحدث بعد ألوف السنين وهذا شأن الإحداث العظيمة والعظماء الذين يقومون بها . كان احد هذه المواقف والعظيم الذي قام به سيد قريش وحامل النطفة المطهرة التي جاء منها سيد العالمين (( محمد صلى الله عليه واله وسلم )) كان ذلك عبد المطلب الذي أدى الدور الخالد في الشجاعة الفائقة فعندما جاء ابرهه الحبشي بجيشه الجرار المدرب والمسلح بأحدث أسلحة زمانه والمدعم بالفيل وكان قاصدا مكة ليهدم الكعبة المشرفة وعندما صار على مشارف مكة سأل عن سيد قريش قيل انه عبدالمطلب فأراد رؤية عبدالمطلب وبقصد أو بغيره أغار على ابل عبدالمطلب فنهبها وادخلها في معسكره وعندما علم عبدالمطلب بذلك امتطى صهوة جواده ولآمة حربه وتقلد سيفه وانحدر نحو جيش ابرهه دون إن يفكر بأي خطر وكأنه يساوي جيش ابرهه او يزيد فعندما وصل إلى المعسكر قال أين قائدكم أريده فأدخلوه عليه فقال ماتريد قال سيد قريش لقد نهب جيشك ابلي فقال ابرهه وكأنه يسخر من عبدالمطلب نحن هنا لنهدم كعبتكم وأنت تريد الإبل فقال عبدالمطلب وهو واثق مقولته المشهورة ( للبيت رب يحميه إما ابلي فأنا لها ) سيدي القارئ اللبيب توقف واعمل الفكر فستقول حتما ماذا يعني عبدالمطلب بهذا القول إما الشطر الأول للبيت رب يحميه فهذه تعني إن العظيم عبدالمطلب كان موحدا وهو كذلك فهو من سلالة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام أولا وثانيا لا يعقل إن رجلا بهذا الموقع العظيم يقصد الأصنام المصنوعة من الخشب وغيره والموضوعة فوق ظهر الكعبة ومن ناحية أخرى فانه يقدر إن قريش لا قبل لها بجيش ابرهه وإلا لدعائها عندما نهبت ابلة. أيضا انه متيقن بان للكعبة رب هو القادر على صد ابرهه فكأنه يراه ويسمعه وفعلا أجيب عبدالمطلب أجابه ماكان أسرع منها أبدا فعند الهجوم ( أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ) وهزم جيش ابرهه وسلمت الكعبة . إما الشطر الثاني فهو قوله اما ابلي فانا لها أي أنا رب هذه الإبل وكما يحمي الكعبة ربها انا كفيل بحمايتها بمعنى اخر اني سأقاتل عنها بسيفي وسأستنقذها واحميها هنا بيت القصيدة .. قل لي بربك من يقدر على قول اوفعل كهذا رجل واحد في معسكر الأعداء وأي عدو متوحش بربري كأبرهه وجيشه ويقدم على ذلك واقدر إن أقول أي رجل غير عبد المطلب ماكان يقدر ان يقف على الأرض وتحمله قدماه عندما يفكر مجرد تفكير بان يدخل معسكر الأعداء ولاستطيع إن ينطق بنبت شفه إمام ابرهه وجيشه فلو فكر فان الدم في عروقه ستتجمد وتتصلب شرايينه ويجف لعابه ليصبح لسانه كالخشبة اليابسة من الرهبة لكن سيد قريش وقف كالطود الإثم وربح المعركة بكل إبعادها وكما قال المتنبي في قصيدته (( وتصغر في عين العظيم العظائم ))فعندها بقي عبدالمطلب ممتطيا صهوة جواده ومتقلد سيفه وهو يقف على اعلى قمة للشجاعة والبطولة وهو يقول هل من قومي من يقوم بفعل كفعلي لأستريح واقر عينا وأسلمه الراية وهو على هذه الحال منذ عام الفيل أي منذ مايقارب ألف وخمسمائة سنه فهل وهل وسوف ترى .. فعلا كفعل سيد قريش والعرب . حتى جاء جيش ابرهه العصر الحديث بوش وجيوشه الجرارة والمتحالفين معه من ثلاثين دوله وجيش معلنا غير الذين يتعاونون معه ويمنحونه القواعد والأرض والإمداد اللوجستي وغيره جيوش لها أول وليس لها أخر وأسلحة فتاكة وسفن بحرية وبوارج صواريخ عابره للقارات وحاملات طائرات ودبابات وحاملات جنود مدرعة وغيرها الكثير فهدموا حدود العراق وقتلوا رجاله ونساءه وأطفاله وشيوخه وخربوا أرضه ولوثوا سمائه بالإشعاعات المنبعثة من أسلحتهم وهجروا الملايين وقضوا على كل عناصر الحياة والحضارة في العراق سرقوا الآثار وحرقوا المكتبة المركزية ودمرو المؤسسات والمدن الصناعية والمعامل وحدث ولأحرج وكان عبدالمطلب لازال يراقب المشهد ويثير الحمية ويقول ألان حان وقت الرجولة ليقوم احد أحفادي بعمل يرضيني ويريحني وحصل ما أراد عبدالمطلب ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده بوش في بغداد وفي أواخر أيام ولايته كان احد أحفاد عبدالمطلب حاضرا في القاعة لكنه اعزل إلا من قلم وبضعة أوراق ولا سلاح لدية لكن سلاحه الذي استخدمه كان امضي من أي سلاح ولو فعل بسلاح تقليدي لما كان فعله وعظمته بشكلها الذي نعرفه ألان وكان قائد قوات الاحتلال يلقي كلماته ويرد على أسئلة الصحفيين وتحدث عن الحرية والديمقراطية وهو محتل قاتل استعاد البطل منتظر الزيدي شريط الإحداث من 17\1 \ 2003 إلى ساعة المؤتمر عام 2008 فما شاهد إلا دماء وقتل وتخريب وتهجير وتدمير للملايين من العراقيين فقال في نفسه عن ماذا يتحدث المجرم وكيف اثأر لبلدي وشعبي وما أعياه التفكير واهتدى إلى سلاح هو أمضى من أي سلاح في الجانب النفسي والاعتباري وكان حذاءه ذلك السلاح فخلع خفيه ورمى يهما بوجه قائد الاحتلال والغزو دون إن يكون مترددا أو خائفا وهو يقول أيها المجرم أيها الغازي فأعاد للعراق وللعراقي مجدا كان مفقودا ويوم بيوم لقد كان حذاء منتظر اشد وقعا من أسلحة الغزاة المجرمين عندها قال سيد قريش عبدالمطلب بوركت ياحفيدي لقد أرحتني .. لكن عزيزي القارئ لقد كان سيد قريش على صهوة جواده وسلاحه بيده وان كان فردا لكن منتظر الزيدي كان فردا وكان اعزل من السلاح وأمام العالم كله ومن خلال القنوات الفضائية وكان في معسكر العدو المحتل وإمام قائد الغزو وأسلحته الفتاكة لقد كتب منتظر الزيدي العربي والعراقي وابن الجنوب ابن ذي قار وقضاء ألشطره وابن قبيلة بني زيد العربية الأصيلة وابن عشيرة آل كنش من بني زيد العروبة الرقم الذي تلا عبدالمطلب والذي سيبقى مخلدا في التاريخ ولن يمحو فعله هذا حتى الزمن كما كان فعل جده عبدالمطلب عندها قال عبدالمطلب لمنتظر الزيدي أحسنت لقد أبليت بلاءا حسنا يا ولدي فهاك الراية واعلوا صهوة جوادي واشمخ على قمة المجد ودعني أستريح لقد قمت بفعل لطالما كنت انتظره فقرت عينا عبدالمطلب ووجد من يخلفه وترجل عبدالمطلب ....
الشيخ
كريم وثيج حسين آل نعيمة
شيخ عشيرة آل شمخي - خفاجة